٢٠١١-١١-١٢

احذروا الحليم اذا غضب

***
خاطرة كتبت في2011/1/28 ايام الثورة المصرية.
*** 
نعلم جميعا إن من يسمون بالحكام العرب هم  حمقى وتافهون وجبناء. لكن مالا نعلمه هو حجم هذه الصفات ( الحميدة) فيهم.  غير أن ثورة تونس ألقت بعض الضوء على تفوق هؤلاء النوعي في الصفات الرديئة.  هرب ( بن علي) (البهيم تاع البوليس) كما نعته ذات  مرة بو رقيبة، وكان ينبغي أن يكون هروبه وما فعله به الشعب التونسي درسا واضحا وبليغا  لبقية الشلة الرديئة من الحكام الجهلة لا يحتاج لأي حذق أو نبوغ لفهمه. فلماذا إذن يعاند حسني مبارك ولا يختصر مسار مصيره المحتوم ويختصر على الناس الخسائر والمعاناة؟.

الشعب المصري خرج إلى الشارع مطالبا برحيل مبارك ونظامه (وخلاص، بلاش ملاوعة)، الشعب لن يترك الشارع ويتنازل عن ثورته ما لم يتحقق مطلبه. مبارك وأركان نظامه يعرفون بالسليقة والخبرة، كما يفترض على الأقل، أن الشعب المصري صبور وحليم للحد الذي شجع بعض المغرضين الغافلين على الظن انه شعب خنوع. لكن الشعب المصري ليس خنوعا ايها السادة، هو شعب حليم، والقول المأثور يقول ( احذروا الحليم إذا غضب) والشعب المصري الآن غاضب، فلم المكابرة يامبارك؟، ارحل بما تبقى لك من كرامة، فهم مازالوا لحد هذه الليلة يسمونك السيد الرئيس، ولا احد يعرف ماذا سيكون عليه الأمر في الغد، إقبل يامبارك بما  ابقي لك من كرامة كان قد استثمر مايشابهها سلفك المفجوع (بن علي) وارحل، اترك الشعب المصري يقرر مصيره ويتنفس هواءا نقيا وارحل. (وإن كنت ناسي
 افكرك) من هو الشعب المصري.( هل أنت بحاجة لمن يذكرك؟) الم تلاحظ كيف واجه شعب السويس قواتك؟. وكيف واجه أبناء سيناء أتباعك؟. الطريقة كانت مختلفة، أليس كذلك؟. جريئة وجسورة وعنيفة؟.
لماذا؟.

 هذا فقط لان السويس هي الأكثر مقاومة وشجاعة وقدرة على المواجهة في تاريخ مصر ،وكلنا يعلم ويتذكر التفاصيل.
 لكن لنأخذ الموقف من زاوية أخرى ولنفترض أن مبارك وأشباهه هم بالأصل رجال حروب وأصحاب(بطولات) و(فرسان)، والفارس الشجاع لايستسلم بغير مواجهة وقتال. وأظن إن الشعب المصري يقبل من مبارك هذا التحدي، ولكن لا ينبغي أن ننسى أيضا  أن الفرسان الشجعان لايهربون من الميدان حين يضيق عليهم الخناق، ويفضلون الموت مقتولين وشجعان على القبول بذل الهزيمة والهروب من الميدان. فهل حسني مبارك، مترف منتجعات شرم الشيخ، قادر على دفع ثمن (فروسيته)؟ أم انه يريد أن يبدد دماء الشعب المصري كما بدد خيراته وأهدر كرامته.  

ياحسني! هذا شعب مصر( مش أي كلام). افهم.

الأحداث متسارعة وتتطور بسرعة ولا احد يستطيع أن يتكهن بمالاتها. فقوى الردة لديها أوراق تلعبها. بعض مظاهر التخريب تسربت إلى الشارع لحرف مسار الثورة وبخس هيبتها.

رفع المتظاهرون شعارا يتساءلون فيه بمنتهى الأدب والذوق، وان لم يخلو من مسحة مرح ساخرة تميز بها المصريون، وهو موجه إلى حسني مبارك وليس لأحد غيره، وكان عليه أن يجيب عليه بصورة عملية وينتهي الموضوع، الشعار يقول:
(واحد راح السعودية الثاني رايح فين؟.)

من سيجيب على هذا السؤال برأيكم؟

***

ليست هناك تعليقات: