٢٠٠٧-١٠-٢٥

رسالة مفتوحة




رسالة مفتوحة الى ادارة موقع ينابيع العراق


أظن أن الكثيرين، إن لم يكن الجميع، يتفقون على أن تشكيل رابطة الأنصار كان خطوة مميزة وإنجازا كبيرا. ذلك أن الأنصار شكلوا بتجربتهم حالة خاصة في واقع الحياة السياسية العراقية. وهذا إن كان يمنحهم تمايزا عن الآخرين إلا انه لا يعني امتيازا لهم على غيرهم. فليست هناك نية للمفاضلة بينهم وبين غيرهم، فللجميع تميزهم وخصوصيتهم التي يحبون. ولكن على الآخرين أن يقروا بحق الأنصار الذين عاشوا تجربتهم المبهرة في أن يحتفوا بأنفسهم بطريقتهم الخاصة.
كان تشكيل الرابطة مع كل ما رافقه من إرهاصات وعثرات هو واحد من أشكال احتفاء الأنصار بتجربتهم وتاريخهم. وبعد تشكيل الرابطة تطلبت تطورات الحياة من الأنصار تطويرا لأساليب حضورهم بين الناس لنشر فكرهم والتعريف بتجربتهم، فكانت فكرة إنشاء منبر إعلامي يختص بشؤونهم فكرة خلاقة بحق. وكانت صفحة ينابيع العراق فرحة الأنصار وأداة تواصلهم فيما بينهم. لكن ومنذ البداية بل وقبل البداية حتى (على الاقل لي شخصيا) كانت هناك آمال كبيرة في أن يكون هذا المنبر منبرا حرا ومنفتحا وان يكون متخلصا من عقد الأيدلوجية وتكلسات العقلية الحزبية الضيقة. وتمنيت شخصيا أن يكون المنبر المنشود منبرا يعبر عن عمق تجربة الأنصار بشكل حقيقي ومؤثر. منبر يستطيع فيه الأنصار أن يعبروا عن أفكارهم وشجونهم. وان لا يكون كما أراد له البعض( ويبدو انه قد نجح) في أن يقولبه ويجعله صدى باهتا لمواقع حزبية فقيرة شكلا ومتكلسة فكرا يعبث بها الجمود والشكلية والادعاء الفارغ. لكن يبدو، وأتمنى أن أكون مخطئا، إن ينابيع العراق في طريقها لان تدخل في دائرة اللغة الخشبية وتتحجر فكريا بأتباعها أولا أسلوب الحجب والمصادرة لأراء تتعارض مع توجهات حزبية ضيقة، ليست الرابطة أو منبرها الإعلامي معنيين بها على الإطلاق. وتحولها ثانيا ودون مبرر مقنع إلى واجهة إعلامية لجهة حزبية علاقة الرابطة بها مثار جدل بين الأنصار.

ولكي لا يكون كلامي عاما ومبهما سوف اذكر ما وقع لي مع إدارة الموقع واترك أمر الحكم عليه للقراء।

كتبت موضوعا بعنوان ( حديث التقاعد) عرضت فيه لممارسات ارتأيت أنها غير لائقة لا بالانصار ولا بتاريخهم أو خلفيتهم। ومع إن المقال لم يتضمن أي شتيمة أو إهانة لأي شخص ( فالشتم ليس من أسلوبي)، ولم يتعارض، بتقديري، مع أي من شروط النشر في الموقع। واعتمدت فيه على وقائع ازعم أني عارف بها. إلا أن إدارة الموقع لم تنشر المقال. وحين استفساري عن السبب تعللوا بان مقالي تضمن وقائع غير حقيقية. وهذا السبب أو الذريعة بحد ذاتها تشكل إجحافا وتجاوزا على حقي وحق القراء. فمن ذا الذي يقرر إن ما ذكرته حقائق أم لا؟ هل هي إدارة الموقع أم الهيئة أو الأشخاص المعنيين؟. ثم لماذا حجب الموضوع؟ لماذا لا يكون هناك تصحيح أو تكذيب لما ذكرت؟. أما منع المقال فاعتقد بان القراء يدركون من أن ذلك يعني ببساطة نوع من الوصاية على عقولهم وحجر على آرائنا. فالقراء لا ينقصهم الذكاء أو الخبرة التي يستطيعون بها تمييز الحقائق أو جيد الكلام من رديئه. واعتقد أن زمننا الآن هو زمن انفتاح وديمقراطية وتعدد في الآراء حتى داخل التيار الفكري أو السياسي الواحد. ثم ألا يبدو أن عدم نشركم للمقال، أيها الأحبة، وكأنه نوع من التستر أو الحماية للأشخاص أو الجهة موضوع النقد؟ وإذا كان ذلك كذلك فهل تريدون حقا حماية من يسيء لكم ولتاريخكم؟.
لم ينته الأمر للأسف عند هذا। فقد أرسلت مقالا ثانيا نشرتموه مشكورين لكن بتصرف। وقد تضمن المقال رابطا للمقال الذي أنا بصدده( نفس المقال الذي امتنعتم عن نشره) فمن حق القارئ ان بعرف عما أتكلم، لكنكم أزلتم الرابط الذي فيه। وهنا أحب أن أذكركم بان تصرفكم هذا فيه تجاوز وعدم احترام لي وللقراء في نفس الوقت. فقد يكون من حقكم أن لا تنشروا( فانتم سلطة نشر في النهاية) لكن أن تتصرفوا بالموضوع بما يناسبكم ودون الرجوع إلي فهذا.... سوف اترك أمر توصيفه لذكاء القراء.

وبالمناسبة، وللتذكير فقط، أقول: إن إمكانية حجب الآراء باتت الآن في ظروف تطور تكنولوجيا الاتصالات امرأ شبه مستحيل. فأي شخص يستطيع اليوم بفضل هذه التكنلوجيا من أن يوصل آرائه وأفكاره بيسر ودون أي رقابة إلى الناس. ولهذا يبدو لي أن سلوك حجب آراء الناس هو ليس اكثر من محاولة حجب الشمس بغربال. وهو سلوك لا يليق بنا على الإطلاق.

بناءا على هذه الوقائع اقترح أن تكون مسالة صفحة ينابيع العراق مطروحة للنقاش لقرائها وكتابها. وللأنصار بشكل خاص أن يقدموا وجهات نظرهم بما ينبغي أن تكون عليه صفحتهم. وأرجو من الإخوة في هيئة التحرير أن يقدموا بيانا يوضحون فيه المنطق الذي يرسمون فيه سياسة النشر والتعامل مع الآراء المختلفة بشكل واضح ودقيق لكي لا تترك المسالة إلى تقديرات فردية ومزاجية.

23-10-2007

ليست هناك تعليقات: